من ” شبه المؤكد ” أن يسجل العام 2024 كأشد الأعوام حرارة على الإطلاق، حيث يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة العالمية حدًا مقلقًا، بحسب تحذيرات خدمة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي ” كوبرنيكوس “.

بعد صيف حارق وتباطؤ في جهود الدول للتصدي للتغير المناخي، لا يبدو مفاجئًا أن يكون العام 2024 خارج المعتاد. فتزايد انبعاثات الغازات الدفيئة من الوقود الأحفوري يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، ما يجبر المجتمعات حول العالم على التأقلم مع واقع قاسٍ جديد.

صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس قائلًا: ” الإنسانية تُشعل الكوكب وتدفع الثمن “.

وقد أصدرت كل من كوبرنيكوس ومنظمة الأرصاد الجوية العالمية تحليلات تؤكد أن 2024 في طريقه ليصبح العام الأشد حرارة على الإطلاق، متجاوزًا العام 2023 الذي كان حامل الرقم القياسي حتى الآن. ولكي لا يسجل 2024 كأشد الأعوام حرارة، ينبغي أن تقترب معدلات الحرارة المتبقية من العام إلى مستوى الصفر، وهو أمر غير محتمل.

لقد كان عامًا مليئًا بالظواهر غير الاعتيادية؛ فقد توفي أكثر من 1300 شخص بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج في يونيو، حيث شهد نصف الكرة الشمالي صيفًا كان الأكثر حرارة حتى الآن، متفوقًا على صيف 2023. وأظهرت تحليلات من كوبرنيكوس، والتي تستند إلى بيانات تعود لعام 1940، إضافةً إلى أبحاث أخرى تعتمد على علامات محفوظة في حلقات الأشجار القديمة، أن صيف 2023 في نصف الكرة الشمالي قد يكون الأشد حرارة منذ 2000 عام على الأقل.

يُرجح أيضًا أن يكون هذا العام هو الأول الذي ترتفع فيه درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية. وعلى الرغم من أن هذا الرقم قد يبدو ضئيلًا، إلا أنه يتجاوز أكثر أهداف اتفاقية باريس للمناخ طموحًا، والتي تهدف إلى الحد من الاحترار بحيث لا يتجاوز 1.5 إلى 2 درجة مئوية على المدى الطويل. فقد استقرت درجات الحرارة العالمية بشكل نسبي لمدة تقارب 11000 سنة، مما ساعد على تطور الزراعة والحضارة كما نعرفها، إلى أن جاءت الثورة الصناعية. وتهدف اتفاقية باريس إلى الإبقاء على درجات الحرارة ضمن نطاق قريب من هذا المستوى، ولكن بدون التحول إلى الطاقات النظيفة والقضاء على إنبعاثات الغازات الدفيئة من الوقود الأحفوري، ستستمر درجات الحرارة في الارتفاع.

تواجه الدول موعدًا نهائيًا لتقديم خطط مناخية وطنية محدثة ضمن إطار اتفاقية باريس العام المقبل، كما سترسل ممثلين للاجتماع في باكو، أذربيجان، الأسبوع المقبل في قمة الأمم المتحدة السنوية بشأن المناخ. ومع ذلك، تحديد نتائج الإنتخابات الأمريكية هذا الأسبوع سيجعل تحقيق أي تقدم صعبًا، فالولايات المتحدة هي أكبر مصدر تاريخي لثاني أكسيد الكربون المسبب للاحترار، والرئيس المنتخب دونالد ترامب كان قد أعلن أنه يعتزم سحب الولايات المتحدة من إتفاقية باريس.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version