إن تغذية جنون الذكاء الاصطناعي التوليدي أدى بنا إلى الإعتقاد بأن قطاع التكنولوجيا يسير على طريق الصحيح لإنشاء ذكاء إصطناعي خارق يشبه ذكاء البشر، والذي يُطلق عليه المجتمع التقني إسم الذكاء الاصطناعي العام.
وفي حالة إذا لم تسمع عن مصطلح الذكاء الإصطناعي العام ( AGI ) من قبل، فهو يُعتبر نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بقدرات ذهنية مماثلة لتلك التي يمتلكها البشر. يُعتقد أن الذكاء الإصطناعي العام قادر على فهم وتعلم أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والإبداع، والتواصل علمًا أن أحد التعريفات الشائعة للذكاء الإصطناعي العام تقول بأن هذا الذكاء الإصطناعي قادر على تعلم أي مهارة يمكن للإنسان تعلمها، وهذا ما يعني بأنه ينبغي أن يكون قادرًا على تعلم وأداء أي مهمة، بغض النظر عن مدى تعقيدها أو تحديها.
تتمثل مهمة OpenAI الأساسية في إنشاء هذا الذكاء الإصطناعي الخارق. ديميس هاسابيس، قائد جهود الذكاء الاصطناعي في شركة جوجل، لديه هو الأخر نفس الهدف.
ما هي خطة مارك زوكربيرج لمنافسة هذه الشركات التي تقود الطريق بالفعل؟
الآن، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج قرر دخول السباق. على الرغم من أنه ليس لديه جدول زمني للوقت الذي سيتم فيه الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، أو حتى تعريف دقيق له، فهو يريد بنائه. وفي الوقت نفسه، فهو قام بتغيير الأمور قليلاً داخل الشركة من خلال نقل المجموعة المسؤولة عن أبحاث الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة، والمعروفة إختصارًا بإسم FAIR، إلى نفس الجزء من الشركة حيث يتواجد الفريق المسؤول عن بناء منتجات الذكاء الإصطناعي الإبداعية التي يتم دمجها في تطبيقات ميتا. والهدف هو أن تصل الإختراقات التي تحققها ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مليارات المستخدمين بشكل مباشر.
قال مارك زوكربيرج في مقابلة حصرية مع موقع The Verge : ” لقد توصلنا إلى وجهة نظر مفادها أنه من أجل بناء المنتجات التي نرغب في بنائها، نحتاج إلى بناء منتجات للذكاء الإصطناعي العام “، وأضاف : ” أعتقد أنه من المهم بلوغ ذلك لأن الكثير من أفضل الباحثين يرغبون في العمل على المشكلات الأكثر طموحًا “.
وهنا يقول زوكربيرج بصوت عالٍ في داخله. المعركة من أجل مواهب الذكاء الاصطناعي شرسة جدًا أكثر من أي وقت مضى، لأن الشركات في هذا المجال تتنافس على مجموعة صغيرة للغاية من الباحثين والمهندسين مع العلم بأن أولئك الذين يتمتعون بالخبرة اللازمة والمطلوبة يحصلون على حزم تعويضات مذهلة تصل قيمتها إلى أكثر من مليون دولار سنويًا. وتجدر الإشارة إلى أنه يتم في كثير من الأحيان الإستعانة بالرؤساء التنفيذيين مثل زوكربيرج بشكل روتيني لمحاولة جذب موظف رئيسي أو منع الباحث من الإنشقاق إلى شركة منافسة.
يقول : ” لقد إعتدنا على وجود حروب مكثفة للغاية على المواهب “، وأضاف : ” ولكن هناك ديناميكيات مختلفة هنا، حيث تسعى العديد من الشركات إلى نفس البروفايل، والكثير من أصحاب رأس المال المغامرين والأشخاص الذين ينفقون الأموال على مشاريع مختلفة، مما يجعل من السهل على الأشخاص بدء مشاريع مختلفة خارجيًا “.
هل تملك ميتا البنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي العام؟
بعد الموهبة، فإن أندر الموارد في مجال الذكاء الاصطناعي هي القوة الحاسوبية اللازمة لتدريب النماذج الكبيرة وتشغيلها. وبخصوص هذا الموضوع، أوضح مارك زوكربيرج أنه بحلول نهاية هذا العام، ستمتلك شركة Meta أكثر من 340 ألف وحدة معالجة رسوميات من طراز Nvidia H100، وهي الرقاقة المفضلة في القطاع لبناء الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقد قدرت الأبحاث الخارجية شحنات Meta من رقاقات Nvidia H100 في العام 2023 بـنحو 150 ألف وحدة، وهي شحنات تقل فقط عن شحنات مايكروسوفت، وتُعتبر أكبر بثلاث مرات على الأقل من شحنات أي شخص آخر. عندما يتم إحتساب رقاقات Nvidia A100 وغيرها من رقاقات الذكاء الاصطناعي الأخرى، سيكون لدى Meta مخزون يصل إلى ما يقرب من 600 ألف وحدة معالجة رسوميات بحلول نهاية العام 2024، وفقًا لمارك زوكربيرج.
ويقول : ” لقد قمنا بتدعيم قدرتنا على القيام بذلك على نطاق قد يكون أكبر من أي شركة فردية أخرى “، وأضاف : ” أعتقد أن الكثير من الناس قد لا يقدرون ذلك “.
متى سيصل الذكاء الإصطناعي العام؟
لا يبدو أن أي شخص يعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مارك زوكربيرج، لديه تعريف واضح للذكاء الاصطناعي العام أو فكرة عن موعد ظهوره.
وبخصوص هذا الموضوع، قال لنا مارك زوكربيرج : ” ليس لدي تعريف بليغ من جملة واحدة “، وأضاف : ” يمكنك أن تتجادل حول ما إذا كان الذكاء العام يشبه مستوى الذكاء البشري، أم أنه نوع من الذكاء الفائق في المستقبل البعيد. لكن بالنسبة لي، الجزء المهم هو في الواقع إتساع نطاقه، وأن يكون لدى هذا الذكاء كل هذه القدرات المختلفة حيث يجب أن تكون قادرًا على التفكير والحدس “.
ويرى مارك زوكربيرج أن وصول الذكاء الإصطناعي العام هو عملية تدريجية، وليس لحظة واحدة بحيث صرح بالقول : ” لست متأكدًا في الواقع من أننا سنشعر بعمق الذكاء الإصطناعي في عتبة معينة “.