قدمت الحكومة المحلية في بكين خطة دعم لمساعدة الشركات المحلية على شراء أشباه الموصلات الصينية، وخاصة وحدات معالجة الرسومات، بهدف تعزيز قدراتها الحاسوبية وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية. وتأتي هذه المبادرة كجزء من جهود أوسع لتعزيز قدرات الحوسبة الذكية في الصين بحلول العام 2027.

وبموجب خطة الدعم غير المعلنة هذه، ستحصل الشركات المحلية على حوافز مالية لشراء وحدات معالجة الرسوميات المصنعة محليا، وتعزيز الاستثمارات المطلوبة لبناء خدمات الحوسبة السحابية. وتركز هذه السياسة الجديدة على إستخدام وحدات معالجة الرسوميات المصممة والمصنعة محليًا، والتي تعد ضرورية للأنظمة عالية الأداء في مراكز البيانات، وخاصةً لمشاريع تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

إن التغييرات الأخيرة التي طرأت على قوانين التصدير الأمريكية جعلت من الصعب على الشركات الصينية أن تضع أيديها على معالجات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ومعدات تصنيع أشباه الموصلات الأجنبية. منعت العقوبات التجارية الأمريكية شركات مثل Nvidia من تصدير المكونات المطلوبة إلى الصين، مما دفع الشركات الصينية إلى البحث عن حلول بديلة.

تهدف مبادرة الحوسبة الذكية في بكين إلى دعم تدريب نماذج اللغات الكبيرة العامة والخاصة، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. يعد الوصول إلى موارد الحوسبة المتقدمة، وخاصة وحدات معالجة الرسومات، أمرًا ضروريًا لتطوير الذكاء الاصطناعي، مما يدفع مخطط الدعم في بكين إلى ضمان الإكتفاء الذاتي في هذا المجال بحلول العام 2027.

تعمل الصين على تحويل إستراتيجيتها نحو تعزيز الإنتاج المحلي لرقائق الذكاء الاصطناعي وإلغاء الاعتماد المفرط على الشركات الأجنبية مثل Nvidia و Intel و AMD. وتعكس خطة الدعم الجديدة هذه إستراتيجية وطنية أوسع نطاقا لتشجيع الشركات المحلية على الإعتماد على معالجات الذكاء الاصطناعي المحلية، وضمان الإستدامة الذاتية في تكنولوجيا أشباه الموصلات التي تعتمد عليها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الرغم من القيود الخارجية.

ومن بين اللاعبين الرائدين في سوق معالجات الذكاء الاصطناعي في الصين، نجد هواوي، وعلي بابا، وبايدو، وتينسنت، حيث حققت هواوي تقدمًا كبيرًا في تطوير معالجات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تكتسب الشركات الناشئة الأخرى حصة في السوق مع مرور الوقت وفي ظل إستمرار عملية التطوير.

وتُظهر مبادرة بكين إلتزامها بالاكتفاء الذاتي التكنولوجي وسط تصاعد التوترات التجارية والتكنولوجية بينها وبين واشنطن. وتهدف الحوافز المالية المقدمة للشركات المحلية إلى تسريع إعتماد معالجات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البنية التحتية للحوسبة في بكين، وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.

بالإضافة إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات التقليدية، تستهدف الصين أيضًا التقدم في تكنولوجيا نقل الضوء عبر السليكون ورقاقات الحوسبة الكمومية لتحقيق الاعتماد الذاتي الكامل فيما يخص البنية التحتية للحوسبة الذكية بحلول العام 2027. ومع ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية والتوسع المحتمل لقيود التصدير التي تقودها الولايات المتحدة تشكل مخاطر تجارية على الشركات المصنعة للرقاقات وعلى موردي المعدات مثل ASML.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version