في الآونة الأخيرة، لاحظ العديد من الأشخاص ظهور الإعلانات على هواتفهم الذكية حول أشياء كانوا يفكرون فيها دون حتى البحث عنها عبر الإنترنت. هذا الأمر أثار قلقًا واسعًا حول كيفية استغلال التكنولوجيا لتتبع أفكارنا. ومع تطور الأجهزة القابلة للارتداء التي تلتقط البيانات العصبية، أصبح هذا القلق أكثر واقعية. فشركة آبل، على سبيل المثال، أعلنت مؤخرًا عن براءة اختراع لسماعات AirPods تستشعر نشاط الدماغ باستخدام أقطاب كهربائية صغيرة، مما يتيح لها التقاط قراءات دقيقة للنشاط الدماغي.

هذه التقنية المتطورة تعمل عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ، وهي قادرة على تحديد مستوى اهتمام المستخدم بالمحتوى الذي يشاهده أو يستمع إليه. بمعنى آخر، إذا كنت ترتدي سماعات مزودة بهذه التكنولوجيا، فإنها لن تكتفي بتسجيل ما قمت بالبحث عنه فقط، بل ستتمكن أيضًا من تقييم مدى اهتمامك بهذا المحتوى. هذا يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للإعلانات الموجهة بشكل شخصي ومباشر بناءً على اهتماماتك الحقيقية، وليس فقط ما تفعله عبر الإنترنت.

لكن مع كل هذه الفوائد التكنولوجية، تبرز مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية. في ولاية كولورادو الأمريكية، يتم حاليًا مناقشة قانون جديد لحماية بيانات الدماغ، حيث يُعتبر هذا القانون الأول من نوعه ويهدف إلى منح هذه البيانات نفس مستوى الحماية الممنوح لبصمات الأصابع. تأتي هذه المخاوف من احتمالية أن جمع البيانات العصبية يمكن أن يكشف عن أفكار ونوايا وذكريات المستخدمين، مما يجعل من الضروري وضع ضوابط قانونية صارمة لضمان حماية خصوصيتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version