تويوتا ( Toyota ) وبي إم دبليو ( BMW ) تعملان على تحديث شراكتهما في مجال المركبات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، حيث قامتا بتوقيع مذكرة تفاهم جديدة لتسريع تطوير الجيل القادم من المركبات عديمة الانبعاثات. ومن المقرر أن تطلق بي إم دبليو أول طراز يعمل بالهيدروجين في العام 2028.
يُعد الهيدروجين العنصر الأكثر وفرة في الكون، ولكن شركات صناعة السيارات واجهت صعوبات في تسويق المركبات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية للجمهور. ويرجع ذلك إلى النقص الحاد في البنية التحتية، بما في ذلك محطات التزود بالهيدروجين، مما منع السيارات الهيدروجينية من أن تصبح شائعة مثل السيارات الكهربائية. وعلاوة على ذلك، شهدت مبيعات المركبات التي تعمل بالهيدروجين إنهياراً فعلياً، فقد تم بيع 322 سيارة فقط في الولايات المتحدة في النصف الأول من العام 2024، وهو ما يمثل إنخفاضاً بنسبة 82% مقارنة بالعام السابق.
تعتقد تويوتا وبي إم دبليو أنه يمكنهما التغلب على هذه التحديات معاً. وتهدف الشراكة المطوّرة إلى توحيد المكونات وخفض تكلفة المركبات التي تعمل بالهيدروجين من خلال تطوير منظومة دفع مشتركة بين الشركتين. كما ستعملان معاً على بناء محطات للتزود بالهيدروجين لمعالجة العقبة الأساسية التي تحول دون تبني هذه المركبات. وقد انطلقت هذه الشراكة في مجال المركبات الهيدروجينية بين الشركتين منذ العام 2012.
وأعلنت بي إم دبليو أن طرازها الذي سيتم إنتاجه على نطاق واسع سيكون نسخة من طراز موجود حالياً في تشكيلتها، وسيتوفر كنسخة تعمل بالهيدروجين. كما ستتعاون الشركتان في تطوير المركبات التجارية التي تعمل بالهيدروجين، دون تقديم تفاصيل دقيقة حول نوع هذه المركبات. بالإضافة إلى ذلك، دعت الشركتان إلى إنشاء ” إطار داعم ” بين الحكومات والمتخصصين في القطاع لضمان توفير بيئة مواتية لتكنولوجيا الهيدروجين.
تستخدم خلايا الوقود الهيدروجينية الهيدروجين المضغوط كوقود، وتطلق بخار الماء كنتاج وحيد لانبعاثاتها. وقد تبنت العديد من شركات صناعة السيارات هذه التقنية مؤخرًا نظرًا لمزاياها في تطوير المركبات الثقيلة ومولدات الطاقة المتنقلة، ولأنها تمثل وسيلة إضافية للتحول بعيداً عن المركبات التي تعمل بالوقود الملوث وتلبية الأهداف المناخية.
تُعتبر تويوتا واحدة من الشركات القليلة التي ما زالت تبيع مركبات الركاب التي تعمل بخلايا الوقود. سيارة تويوتا ميراي لا تُباع في كاليفورنيا فقط، ويأتي مع قسيمة تزويد بالوقود تصل قيمتها إلى 15 ألف دولار. وإعتبارًا من يونيو من هذا العام، كانت الشركة اليابانية قد باعت حوالي 26 ألف وحدة من طراز ميراي منذ إطلاقه، وفقًا لتقارير الشركة. أما بي إم دبليو، فهي تمتلك أيضاً مركبة تعمل بالهيدروجين، وهي سيارة BMW iX5، لكنها لا تزال تختبر السوق عبر إنتاج عدد محدود منها حتى الآن.
مع ذلك، تواجه بي إم دبليو وتويوتا تحديات كبيرة. إذ أن البنية التحتية للتزود بالوقود في بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية على وشك الإنهيار، حيث تكون عشرات المحطات خارج الخدمة في أي وقت. وفي وقت سابق من هذا العام، أغلقت شركة Shell محطاتها في ولاية كاليفورنيا بسبب نقص الوقود. بالإضافة إلى ذلك، يستمر سعر الهيدروجين في الإرتفاع نتيجة لمشاكل الإنتاج ونقص الإمدادات.
عقدت شركة بي إم دبليو وتويوتا مساء اليوم الخميس إجتماعاً أجابت فيه على الأسئلة المتعلقة بشراكتهما المطورة، وكذلك التحديات التي ستواجههما في المستقبل.