قدمت شركة Yelp، والتي تُعد واحدة من أبرز المنافسين الدائمين والصريحين لشركة جوجل، أخيرًا دعوى قضائية ضد عملاقة البحث بتهمة الإحتكار، وذلك بعد أقل من شهر من صدور حكم لقاضٍ فيدرالي يتهم شركة جوجل بإحتكار السوق بشكل غير قانوني.
تتهم Yelp شركة Google بأنها قامت بإنشاء أو الحفاظ على إحتكارها في خدمات البحث المحلية من خلال تفضيلها لخدمتها المحلية الخاصة التي تعتبرها Yelp أقل جودة على حساب المنافسين، مما أدى، بحسب Yelp إلى الإضرار بالمنافسة وتقليل جودة خدمات البحث المحلية. وتدعي Yelp أن الطريقة التي توجه بها “جوجل” المستخدمين نحو خدمتها المحلية الخاصة من صفحة نتائج البحث العامة تُعد ربطًا غير قانوني بين منتجات منفصلة، مما يحول دون تمكين المنافسين من التوسع.
تطلب Yelp من المحكمة إصدار أمر إلى “جوجل” بوقف هذه السلوكيات المنافية للمنافسة، ودفع تعويضات للشركة. وقد طالبت بإجراء محاكمة أمام هيئة محلفين، وقدمت الدعوى في المنطقة الشمالية من ولاية كاليفورنيا، حيث سبق لهيئة محلفين مختلفة أن وجدت أن “جوجل” تحتكر السوق بطريقة غير قانونية من خلال متجر التطبيقات الخاص بها في نزاعها مع شركة “إبيك غيمز”.
وقد تشجعت Yelp لتقديم دعواها ضد Google بعد فوز وزارة العدل الأمريكية في قضيتها بشأن الممارسات الاستبعادية المزعومة للشركة فيما يتعلق بتوزيع خدمات البحث. وقال الرئيس التنفيذي لشركة Yelp، السيد جيريمي ستوبلمان، لصحيفة ” نيويورك تايمز ” إنه بعد ذلك القرار، ” تغيرت الرياح بشأن مكافحة الاحتكار بشكل كبير “. وذكر سابقًا أنه تردد في رفع دعوى قضائية بسبب الموارد المطلوبة لذلك، ولأنه كان يعتقد أن تطبيق قوانين مكافحة الاحتكار هو من إختصاص الحكومة.
وفي حين أن قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية، أميت ميهتا، منح الحكومة إنتصارًا في قضيتها ضد Google، إلا أنه قلص القضية بشكل ملحوظ في مراحل التقاضي الأولية. حيث رفض ميهتا إدعاءات من مجموعة من المدعين العامين للولايات بأن “جوجل” تصرفت بشكل غير عادل من خلال تصميم صفحات نتائج البحث الخاصة بها لتقليل رؤية محركات البحث المتخصصة في مجالات بحث معينة مثل Yelp و TripAdvisor.
تجدر الإشارة إلى أن شركة Yelp تتمتع بتاريخ طويل في التعبير عن شكاويها المتعلقة بمكافحة الاحتكار ضد Google. فقد أدلى أحد كبار المسؤولين التنفيذيين بشهادته بشأن شكواهم أمام مجلس الشيوخ في العام 2020، كما قدمت شكوى في الاتحاد الأوروبي بشأن تفضيل جوجل المزعوم لنفسها، كما شجعت الوكالات الحكومية على متابعة الاتهامات ضد جوجل.