في خطوة مهمة نحو تحقيق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة OpenAI النقاب عن نظام تصنيفي جديد يحدد خمسة مستويات رئيسية في رحلتها نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI). يمثل هذا النظام، الذي تم تقديمه خلال اجتماع داخلي للموظفين، خارطة طريق واضحة لرصد تقدم الشركة في هذا المجال الحيوي.
تبدأ المستويات الخمسة من المستوى الأول، الذي يمثل روبوتات الدردشة الحالية، وصولاً إلى المستوى الخامس والأخير، الذي يتجسد في ذكاء اصطناعي متكامل قادر على القيام بمهام كاملة تشبه تلك التي تقوم بها المنظمات البشرية. وتعتقد قيادة OpenAI أن الشركة لا تزال في المستوى الأول، ولكنها تقترب بسرعة من المستوى الثاني، الذي يعرف باسم “المسببات” (Reasoners).
“المسببات” هو مستوى من الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على حل المشكلات الأساسية، ويمكن مقارنته بقدرات الإنسان الحاصل على درجة الدكتوراه ولكن بدون أدوات. وقد قدمت الشركة تفاصيل إضافية حول هذا المستوى في يونيو الماضي، حيث وصفت ميرا موراتي، رئيسة التكنولوجيا في شركة OpenAI، القفزة من GPT-4 إلى GPT-5 بأنها تشبه الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الحصول على درجة الدكتوراه.
أما المستويان الثالث والرابع، فيعرفان باسم “الوكلاء” (Agents) و”المبتكرون” (Innovators) على التوالي. “الوكلاء” هو ذكاء إصطناعي قادر على أداء مهام مختلفة لعدة أيام نيابة عن المستخدم، في حين أن “المبتكرون” هو ذكاء اصطناعي يمتلك القدرة على المساهمة في تطوير إختراعات جديدة.
على الرغم من هذه التطورات الواعدة، إلا أن شركة OpenAI تواجه تحديات كبيرة في طريقها نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام. ففي مايو الماضي، قامت الشركة بحل فريق Superalignment، الذي كان مسؤولاً عن دراسة المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي، على أن يتم تعويض دوره من خلال الجهود البحثية الأخرى للشركة.
ومع ذلك، فإن النظام التصنيفي الجديد يمثل خطوة مهمة في طريق OpenAI نحو تحقيق رؤيتها الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يشهد هذا المجال تطورات متسارعة في السنوات القادمة، مما سيؤثر بشكل كبير على مختلف جوانب حياتنا اليومية.