تسعى شركة أوبو ( Oppo ) الصينية العملاقة إلى توسيع إنتشارها إلى ما هو أبعد من سوق الهواتف الذكية، وذلك لمواكبة المنافسة مع شركات مثل شاومي. ففي إعلان حديث، كشفت أوبو عن شراكة إستراتيجية جديدة مع شركة BYD الرائدة في مجال صناعة السيارات لدمج تقنيات الهواتف الذكية في أنظمة السيارات الذكية، مما سيتيح للمستخدمين التحكم في جوانب مختلفة من سياراتهم الكهربائية من BYD عبر هواتف أوبو الذكية.
ويعد الطراز الأول الناتج عن هذه الشراكة هو توفير تكامل عميق لسلسلة هواتف Oppo Find X8 مع سيارة BYD Denza Z9 GT. حيث يمكن لملاك هواتف Oppo Find X8 الآن فتح سياراتهم والتحكم في بعض وظائفها من خلال هواتفهم الذكية، مع وعود بزيادة التكامل بين الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية في المستقبل. ويتبع هذا النهج استراتيجيات مشابهة اتبعتها شركات كبرى أخرى مثل Huawei و Vivo، حيث تسعى الشركات للاستفادة من التزاوج المتزايد بين الأجهزة المحمولة وصناعة السيارات.
لكن طموح أوبو يتجاوز السيارات الكهربائية. فقد أعلنت الشركة عن إستحواذها على شركة AIWaves، وهي شركة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي. تمتلك AIWaves نموذجاً لغوياً ضخماً يُعرف باسم ” Weaver “، ويقدم خدمات ذكاء إصطناعي مشابهة لـ ChatGPT. من خلال هذا الاستحواذ، تسعى أوبو إلى دمج ميزات ذكاء إصطناعي متقدمة في أجهزتها، مثل الكتابة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وتحسين التصوير الفوتوغرافي، وتطوير واجهات مستخدم أكثر تفاعلية.
وعلى صعيد آخر بعيد عن السيارات الكهربائية، تعد ” Wawa Writing ” أو ” الكتابة الضفدعية ” باللغة العربية، أحد المنتجات الرئيسية لشركة AIWaves. وتهدف هذه الأداة المعززة بالذكاء الاصطناعي إلى مساعدة المستخدمين في العديد من المهام الكتابية، بما في ذلك كتابة الإعلانات والنصوص الإبداعية. ويقال إن ” الضفدع ” يمكنه كتابة 100 ألف كلمة صينية خلال عشر دقائق فقط، وهو ما يعادل إنتاجنا الشهري.
يأتي دخول أوبو إلى مجالات السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي في وقت تبحث فيه الشركة عن تنويع أعمالها وتعزيز مكانتها في الساحة التقنية العالمية. فمع تصنيفها كأحد أكبر أربعة بائعي هواتف ذكية في العالم، تواجه أوبو منافسة قوية من عمالقة مثل سامسونج وآبل وشاومي. ومن خلال الدخول في مجالات التقنية الجديدة والناشئة، تأمل أوبو أن تظل في الصدارة وتستقطب أسواقاً جديدة.
وفيما يخص التعاون مع BYD، سيبدأ من تكامل بسيط بين الهاتف والسيارة، ولكن لدى الشركتين خطط طموحة للمستقبل. حيث سيركز التعاون على تطوير أجهزة وأنظمة برمجيات ذكية، بما في ذلك تطوير خوارزميات متقدمة لمنصات القيادة الذكية تتضمن أنظمة لمراقبة الصحة. كما تتطلع الشركتان إلى إمكانيات مشاركة الوسائط وقدرات الحوسبة، مما يحول السيارة إلى ما هو أكثر من مجرد وسيلة نقل.