يقوم العديد من صناع المحتوى بنشر مقاطع الفيديو على يوتيوب، لكنهم يلجؤون إلى منصات أخرى للتفاعل مع جمهورهم ومتابعيهم. ومع ميزة جديدة تُسمى ” المجتمعات “، تأمل اليوتيوب في تقديم هذه الخيارات التفاعلية على المنصة نفسها، مما قد يُغني المبدعين عن إستخدام Discord أو WhatsApp أو حتى Telegram و Reddit.
ميزة ” المجتمعات “، والتي أطلقتها اليوتيوب اليوم في حدث ” Made on YouTube ” في نيويورك، هي مزيج بين المنتديات القديمة ومجموعات الفيسبوك ومواقع مثل ريديت. بمجرد أن يقوم منشئ المحتوى بتفعيل مجتمعه، يمكن لأي شخص ينضم إلى المجتمع نشر المحتوى، ويمكن للآخرين الرد عليه. الفكرة الأساسية هي أن تدور المناقشات حول المواضيع المتعلقة بمُنشئ المحتوى الذي يتابعونه، لكن كما هو الحال في قسم التعليقات على اليوتيوب، قد لا تسير الأمور دائمًا وفق التوقعات. بالإضافة إلى ذلك، هناك قسم خاص بمنشورات المبدعين، حيث يمكنهم مشاركة النصوص والصور وغيرها من المحتويات.
كانت اليوتيوب تعمل على ميزات مماثلة لهذه الفكرة منذ فترة طويلة. هناك بالفعل ميزة تُسمى ” المجتمع ” متاحة على المنصة، لكن كان دورها يقتصر على السماح للمبدعين بنشر محتويات غير الفيديو، ومعظم المبدعين لم يستخدموها بشكل كبير. بينما تحاول اليوتيوب إيجاد طرق لجعل المشاهدين يشعرون بالقرب من صناع المحتوى المفضلين لديهم ويشاركون في العملية الإبداعية، فإن نظام ” المجتمع ” الجديد مصمم ليكون أكثر تفاعلية.
مع هذه التفاعلات الجديدة، قد يشعر بعض صناع المحتوى بالإرهاق، لذا تُقدّم اليوتيوب أداة جديدة تُسمى ” مركز المجتمع ” (Community Hub)، التي تحل محل قسم التعليقات في تطبيق YouTube Studio، وتمنح صناع المحتوى عرضًا موحدًا لجميع الأنشطة على قناتهم. ستساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ YouTube في تسليط الضوء على التعليقات الجيدة وحتى تقديم اقتراحات للردود، مما يُسهّل على المبدعين الرد على أكبر عدد ممكن من الناس.
حتى مع هذه الأدوات الجديدة، فإن ميزة المجتمعات ستخلق تحديات معقدة فيما يتعلق بالإشراف، خاصة مع السماح للمشجعين بنشر محتوياتهم الخاصة في القناة بدلًا من الاكتفاء بترك تعليقات. قد يكون هذا هو السبب وراء منح اليوتيوب للمبدعين القدرة على تفعيل الميزة بأنفسهم، كما أن الطرح يتم بشكل تدريجي؛ حيث تقول الشركة إن الميزة متاحة الآن على عدد قليل من القنوات، ولن تكون متاحة للجميع حتى العام المقبل.
رغم أن YouTube منصة فيديو، إلا أن الشركة كانت دائمًا تعتبر نفسها منتجًا اجتماعيًا أيضًا. فهي تدرك جيدًا أن الطريقة الأكثر فاعلية لجعل المنصة مستدامة هي منح الناس وسيلة للتفاعل مع بعضهم البعض. لذلك، وبالتوازي مع ابتكار طرق جديدة للمبدعين لإنشاء مقاطع الفيديو وتحقيق الدخل منها، تستثمر اليوتيوب أيضًا بشكل كبير في تفعيل بيئة تواصل اجتماعية.
الملخص
أطلقت يوتيوب ميزة جديدة تُسمى ” المجتمعات ” تهدف إلى تعزيز التفاعل بين المبدعين والجماهير داخل المنصة نفسها، مما يقلل من الحاجة إلى إستخدام منصات خارجية مثل Discord أو Telegram. يتيح هذا التحديث للمبدعين إنشاء مساحات تفاعلية يمكن للمشاهدين نشر محتوياتهم والرد على بعضهم البعض. ولتسهيل إدارة هذه التفاعلات، أطلقت YouTube أداة ” مركز المجتمع ” المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تجمع جميع الأنشطة في مكان واحد. الميزة متاحة حاليًا لبعض القنوات، ومن المتوقع أن تصبح متاحة للجميع العام المقبل.