شركة نورو ( Nuro )، المتخصصة في روبوتات التوصيل والتي أسسها خبراء سابقون في مشروع سيارات جوجل ذاتية القيادة، تتخذ خطوة جريئة ومحفوفة بالمخاطر، لتوسيع نموذج أعمالها ليشمل سيارات الأجرة ذاتية القيادة والمركبات ذاتية القيادة المملوكة شخصيًا.
تعمل الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، حاليًا على تشغيل أسطول صغير من مركبات التوصيل في ولايتي كاليفورنيا وتكساس، لكنها لا تخطط لبناء هذه المركبات بنفسها. بدلاً من ذلك، ستقوم بترخيص تقنيتها للقيادة الذاتية لشركات خارجية، بما في ذلك الشركات المتخصصة في صناعة السيارات التي ترغب في إستخدامها لتطوير أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) أو لمشغلي خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة.
تعتمد ” نورو ” على أجهزة توفرها شركات كبرى مثل Nvidia و Arm لتشغيل تقنيتها الخاصة بالقيادة الذاتية، والمعروفة بإسم Nuro Driver. ورغم أن حزمة البرامج ستعمل بإستخدام تقنيات من Nvidia و Arm، فإن نظام الدفع الكهربائي الذي يشمل المحركات الكهربائية والبطاريات، يتم تطويره بواسطة شركة BYD الصينية. ويُعتقد أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة بايدن على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين قد تكون أحد العوامل التي دفعت ” نورو ” إلى التوسع في مجالات أقل تأثرًا بالتجارة الدولية، على الرغم من أن متحدثًا بإسم الشركة أكد أن الرسوم الجمركية لم تكن وراء قرارهم.
ستقوم ” نورو ” بتكييف المنتج Nuro Driver الخاص بها ليتناسب مع الاستخدام المحدد للشركة التي إشترت ترخيص إستخدام التكنولوجيا التابعة لها، سواء كان ذلك لسيارة أجرة ذاتية القيادة بالكامل أو لنظام مساعدة سائق جزئي. كما ستبيع الشركة منصة ذكاء إصطناعي تشمل أدوات تطوير ” لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي والتحقق من صحة المنتج Nuro Driver “.
تعد هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر نظرًا للمتطلبات التنظيمية المعقدة المحيطة بالمركبات ذاتية القيادة التي تنقل الركاب البشريين. تُعد ” نورو ” واحدة من الشركات القليلة التي حصلت على إعفاء من قواعد السلامة الفيدرالية للمركبات لنشر مركبات بدون بعض عناصر التحكم التقليدية مثل المرايا الجانبية. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أعمال الشركة كانت تقتصر في السابق على توصيل البقالة وغيرها من المواد المنزلية، ولكنها الآن تقترح توصيل البشر أيضًا.
أوضح أندرو كلير، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة ” نورو “، أن سبب التغيير في نموذج أعمال الشركة يرجع إلى عاملين أساسيين: أولاً، أن تكنولوجيا القيادة الذاتية التابعة للشركة قد تحسنت إلى درجة تجعلها واثقة من قدرتها على التعامل مع مجموعة واسعة من المهام تتجاوز مجرد التوصيل. وقال كلير :
لقد وصلت تقنيتنا إلى نقطة نؤمن فيها بقوة بأنها جاهزة لمزيد من الإستخدامات.
ثانيًا، عندما تم إطلاق ” نورو ” لأول مرة قبل ثماني سنوات، لم تكن هناك شركات سيارات جادة في تصنيع مركبات ذاتية القيادة بالكامل. ولو أرادت ” نورو ” السير في هذا الاتجاه، لكان عليها بناء الأجهزة الخاصة بها، وهو ما كان سيكلف كثيرًا بالنسبة لشركة مستقلة. وأضاف كلير :
بعد مرور ثماني سنوات، هناك الآن العديد من الشركات المصنعة للسيارات التي أعلنت مؤخرًا أنها بدأت في إنشاء هذه المنصات، سواء لخدمات التنقل أو للمركبات الإستهلاكية.
وأشار كلير إلى أن وضع ” نورو ” كشركة ” مستقلة تجاريًا ” وغير تابعة لإحدى الشركات التقنية الكبرى يعطيها ميزة في المحادثات مع الشركاء المحتملين. أما مشغلو المركبات ذاتية القيادة الرئيسيون الآخرون، مثل Waymo ( المملوكة لشركة Alphabet )، وCruise ( المملوكة لشركة جنرال موتورز )، وZoox ( المملوكة لأمازون )، فلا يمكنهم الإدعاء بذلك. وقال كلير :
إنهم مملوكون لشركات كبرى، وهذا يجعلنا شريكًا قويًا لشركات التنقل والشركات المصنعة للسيارات.
تأتي هذه الأخبار في وقت حساس لمطوري المركبات ذاتية القيادة. إذ تواجه الشركات تساؤلات جديدة حول السلامة بعد عدة حوادث أُصيب فيها أشخاص بسبب المركبات ذاتية القيادة. كما تراجعت الاستثمارات الخارجية مع تمديد جداول نشر التكنولوجيا إلى المستقبل البعيد. وتشير الاستطلاعات إلى أن الجمهور لا يزال متشككًا بشكل كبير في السيارات ذاتية القيادة.
تأسست شركة نورو في العام 2016 على يد ديف فيرجسون وجياجون تشو، وهما إثنان من المخضرمين في مشروع السيارات ذاتية القيادة من جوجل والذي تحول فيما بعد إلى شركة وايمو. وهي واحدة من الشركات القليلة التي تدير مركبات ذاتية القيادة بالكامل الخالية من سائقين الأمان خلف عجلة القيادة، على الطرقات العامة اليوم.
قال كلير إن أسطول مركبات نورو الحالي، والذي يعمل في كاليفورنيا وتكساس، قد قطع أكثر من مليون ميل بشكل مستقل دون أي حوادث سلامة كبيرة. ويشمل ذلك مزيجًا من مركبات R1 و R2 بالإضافة إلى أسطول من سيارات تويوتا بريوس المجهزة بأجهزة القيادة الذاتية. كما تبني نورو منشأة في نيفادا، حيث ستصنع الجيل التالي من مركباتها.