في خطوة تصعيدية جديدة، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات على 12 فردًا يشغلون مناصب قيادية في شركة كاسبرسكي لاب ( Kaspersky Lab ) الروسية. يأتي هذا الإجراء ردًا على مخاوف متعلقة بأمن الإنترنت، وتحديدًا بعد يوم واحد من إعلان الإدارة عن خططها لحظر بيع برنامج مكافحة الفيروسات الذي تنتجه الشركة.
وكيل وزارة الخزانة الأمريكية، بريان نيلسون، أكد في بيان رسمي أن هذه العقوبات تعكس التزام الإدارة بحماية المجال السيبراني الأمريكي والمواطنين من التهديدات السيبرانية الخبيثة. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود مستمرة لمواجهة الأنشطة السيبرانية الضارة التي تُنسب إلى روسيا.
وقالت وزيرة التجارة الأمريكية، السيدة جينا رايموندو للصحفيين : ” نعلن أنه بعد تحقيق شامل للغاية، فإننا نتخذ إجراءً… سيتم منع كاسبرسكي لاب وجميع الشركات التابعة لها والشركة الأم من توفير برامج الأمن السيبراني ومكافحة الفيروسات في أي مكان في الولايات المتحدة الأمريكية “.
وأضافت : ” قمنا أيضًا بإضافة ثلاثة كيانات تابعة لشركة Kaspersky إلى قائمة الكيانات المحظورة، مما يعني أنهم لن يتمكنوا من بيع أو تحديث البرامج في الولايات المتحدة “. وأضافت : ” لقد أظهرت روسيا أن لديها القدرة، بل والأكثر من ذلك، النية، لإستغلال الشركات الروسية مثل كاسبيرسكي لجمع المعلومات الشخصية للأمريكيين واستخدامها كسلاح، ولهذا السبب نحن مضطرون إلى اتخاذ الإجراء الذي نتخذه اليوم “.
إنها أحدث خطوة من جانب حكومة الولايات المتحدة لمنع الأمريكيين من إستخدام التكنولوجيا الشائعة التي تعتبرها خطراً على الأمن القومي.
ردًا على حكم وزارة التجارة الأمريكية، قالت شركة كاسبرسكي : ” على الرغم من إقتراح نظام يمكن من خلاله التحقق من أمان منتجات Kaspersky Lab بشكل مستقل من قبل طرف ثالث موثوق به، تعتقد كاسبرسكي أن وزارة التجارة اتخذت قرارها بناءً على المناخ الجيوسياسي الحالي والمخاوف النظرية، بدلاً من التقييم الشامل “.
وأضافت :” لا تشارك كاسبرسكي لاب في أنشطة تهدد الأمن القومي الأمريكي، وفي الواقع، قدمت مساهمات كبيرة من خلال إعداد التقارير والحماية من مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. تعتزم الشركة متابعة جميع الخيارات المتاحة قانونيًا للحفاظ على عملياتها وعلاقاتها الحالية “.
تثير هذه العقوبات تساؤلات حول مستقبل التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني، وتسلط الضوء على التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا في هذا المجال الحساس. وتشير إلى أن الأمن السيبراني أصبح ساحة جديدة للمنافسة والصراع بين القوى العالمية، مما يزيد من أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات المتزايدة في هذا المجال.