تشهد صناعة السيارات الكهربائية الذكية في الصين تحولاً جذرياً نحو الأتمتة، حيث تتسابق مختلف الشركات الرائدة في هذا المجال إلى دمج الروبوتات الشبيهة بالبشر في عمليات التصنيع. هذا التوجه اللافت يأتي في ظل تنامي الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، والحاجة المتزايدة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية في المصانع من خلال المزج بين القدرات البشرية وقدرات الروبوتات.
تعتبر الصين رائدة عالمياً في مجال الروبوتات الصناعية، حيث تستحوذ على نسبة 52% من إجمالي مشغلي هذه الروبوتات على مستوى العالم. وتعد مصانع السيارات الكهربائية من أكبر المستفيدين من هذه التكنولوجيا المتقدمة، حيث تساهم الروبوتات في تنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بدءاً من تجميع المكونات الدقيقة وصولاً إلى عمليات اللحام والطلاء المعقدة.
شهد العام الماضي نمواً إستثنائياً في سوق الروبوتات البشرية في الصين، حيث قفزت قيمته إلى حوالي 547 مليون دولار أمريكي، مسجلاً زيادة سنوية قدرها 85.7%. ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا النمو بوتيرة متسارعة في السنوات القادمة، ليصل حجم السوق إلى أكثر من 2.8 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2026.
لا يقتصر دور الروبوتات الشبيهة بالبشر على تعزيز الإنتاجية في المصانع، بل يتعداه إلى توفير بيئة عمل أكثر أماناً للعمال. فمن خلال تولي الروبوتات للمهام الخطرة والمتكررة، يمكن للعمال التركيز على الأعمال التي تتطلب مهارات إبداعية وتفكير نقدي.
من المتوقع أن يشهد المستقبل تطورات مذهلة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، مع تزايد قدراتها على التكيف والتعلم الذاتي. وهذا من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة لتوظيف هذه التقنية المتقدمة في مختلف الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات الكهربائية.