في خطوة تعزز طموحات الصين التكنولوجية، تقترب شركة هواوي تكنولوجيز من الانتهاء من بناء مركز أبحاث وتطوير رقائق ضخم في العاصمة الإقتصادية الصينية، شنغهاي. يُعد هذا المركز الأكبر عالميًا للشركة، حيث يستوعب حوالي 30 ألف موظف، ويمتد على مساحة 1.6 مليون متر مربع، ويتضمن شبكة طرق وسكك حديدية وجسور مرتفعة خاصة به.
يهدف المركز الجديد إلى تحقيق إختراقات في مجال أشباه الموصلات للأجهزة والشبكات اللاسلكية وإنترنت الأشياء، بتكلفة إستثمارية إجمالية تصل إلى 10 مليارات يوان ( 1.4 مليار دولار ). يأتي هذا المشروع في ظل تصاعد التوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرضت واشنطن عقوبات وقيود تمنع هواوي من إستيراد أشباه الموصلات المتقدمة الأجنبية لسنوات.
نجحت هواوي في تجاوز بعض هذه القيود في الماضي، حيث أطلقت هاتف 5G جديد مُزود بمعالج متقدم صيني الصنع بتقنية 7 نانومتر. ومع ذلك، كثفت إدارة بايدن جهودها لكبح تقدم هواوي في مجال الرقائق الإلكترونية، بما في ذلك مطالبة حلفائها بإضافة قيود جديدة على قطاع أشباه الموصلات الصيني، وإلغاء تراخيص شراء بعض الرقاقات من Qualcomm و Intel و AMD و Nvidia.
يتوقع المراقبون أن يلقي المشاركون في الصناعة نظرة فاحصة على هاتف هواوي الرائد القادم، Huawei Mate 70، المتوقع صدوره في وقت لاحق من هذا العام، بحثًا عن أي علامات على تحقيق بكين مزيدًا من التقدم في مجال تطوير وتصنيع الرقائق الإلكترونية. نجح سلفه، Huawei Mate 60، في حصد مبيعات قوية في الصين، وساعد هواوي في إكتساب بعض الحصة السوقية على حساب المنافسين، بما في ذلك Apple.
يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الخطوة الجريئة من هواوي على المشهد التكنولوجي العالمي، وهل ستنجح في تحدي القيود الأمريكية وتحقيق تقدم مستدام في مجال أشباه الموصلات.