تتخذ شركة هواوي خطوة جريئة نحو تحقيق إستقلاليتها التامة عندما يتعلق الأمر بتصميم وتطوير الرقاقات والمعالجات الخاصة بها. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء Nikkei Asia، فيبدو أن شركة هواوي تقوم الآن ببناء منشأة ضخمة لأبحاث وتطوير أشباه الموصلات في مدينة شنغهاي بإستثمار ضخم قدره 1.66 مليار دولار أمريكي.
يُعد مصنع البحث والتطوير هذا بمثابة جزء صغير من خطة هواوي الكبرى للتخلص من إعتمادها على الشركات الأجنبية المصنعة لأشباه الموصلات علمًا أن الشركة تعمل بقوة حاليًا على توظيف أفضل المواهب لتسريع العملية. وعلى ذكر ذلك، تشير التقارير إلى أن هواوي تقدم حاليًا تعويضات مغرية تصل إلى ضعف ما تقدمه الشركات المصنعة للرقاقات الإلكترونية المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، يقال إن شركة هواوي نجحت في إستقطاب مهندسين يتمتعون بخبرة واسعة من شركات رائدة في هذا المجال مثل ASML و Applied Materials و Lam Research و TSMC و Intel و Micron. ومع ذلك، فإن تحقيق الاكتفاء الذاتي في تطوير الرقاقات الإلكترونية يأتي على حساب رفاهية الموظفين. ووفقًا لأحد مهندسي الرقاقات الإلكترونية لم يتم الكشف عن إسمه، فقد قال أن بيئة العمل في شركة هواوي ” وحشية “.
يُقال إنها تمتد إلى ما هو أبعد من ثقافة العمل ” 996 ” المتطلبة بالفعل والتي تشمل العمل من الساعة 9 صباحًا حتى 9 مساءً لمدة ستة أيام في الأسبوع. وبدلاً من ذلك، قد يضطر الموظفون إلى التعامل مع ثقافة العمل ” 007 ” المتطرفة والتي تشمل العمل على مدار الساعة، وطيلة أيام الأسبوع، دون فترات راحة.
في حين أن الرواتب والحوافز المرتفعة قد تغري البعض، إلا أن ثقافة العمل المكثفة هذه ستؤدي إلى إرهاق الموظفين، لدرجة أن المهندس المذكور آنفًا قال : « العقد يكون لمدة ثلاث سنوات، ولكن أغلبية الناس لا يستطيعون الصمود حتى التجديد ».
حاليًا، تعتمد شركة هواوي على SMIC لتصنيع معالجها الرائد القادم بتقنية 5 نانومتر، وهو المعالج الذي من المتوقع أن يتم تسويقه في وقت لاحق من هذا العام. تعمل شركة SMIC أيضًا بشكل مستقل على تطوير أليات التصنيع الخاصة بها لتكون قادرة على تصنيع الرقاقات والمعالجات بتقنية 3 نانومتر لصالح شركة هواوي.
ونظرًا لهذا التعاون المستمر، فمن المرجح أن تظل SMIC شريكًا حاسمًا لشركة Huawei في المستقبل المنظور، على الأقل حتى تكون شركة هواوي قادرة على تطوير وتصنيع المعالجات الخاصة بها بنفسها.