تُعتبر شركة أبل ( Apple ) رائدة في مجال التكنولوجيا، وتتمتع بشعبية واسعة بفضل منتجاتها المبتكرة ونظام iOS التابع لها. ومع ذلك، تواجه الشركة انتقادات متزايدة بسبب سياستها في استنساخ أفكار التطبيقات التي يطورها مطورو الطرف الثالث وتحويلها إلى ميزات وتطبيقات جديدة في نظام iOS و MacOS. هذه السياسة، التي يُطلق عليها ” Sherlocking “، أثارت جدلاً حول مدى تأثيرها على المطورين والمنافسة في السوق.
يعود مصطلح ” Sherlocking ” إلى التسعينيات، عندما قامت Apple بإستنساخ ميزات تطبيق Watson الشهير في تطبيقها Sherlock. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه السياسة شائعة لدى آبل، حيث تقوم بإطلاق ميزات جديدة كانت متاحة سابقًا فقط من خلال تطبيقات الطرف الثالث. هذا الأمر أثار مخاوف المطورين الذين يرون أن جهودهم وإبتكاراتهم تُستغل دون مقابل.
تشير التقارير إلى أن سياسة ” Sherlocking ” تتسبب في خسائر مالية كبيرة لمطوري الطرف الثالث. ففي العام 2024، قدرت الإيرادات المتأثرة بهذه السياسة بحوالي 393 مليون دولار، مع تحميلات بلغت 58 مليون مرة. وتشمل الفئات المتضررة تطبيقات تتبع مسارات المشي وتطبيقات تصحيح القواعد النحوية وتطبيقات حل المسائل الرياضية وتطبيقات إدارة كلمات المرور.
تدافع أبل عن سياستها هذه بأنها تهدف إلى تلبية إحتياجات المستخدمين وتوفير تجربة أفضل لهم. فمن خلال دمج الميزات الشائعة والمطلوبة في نظام التشغيل الخاص بها، تعتقد الشركة أنها تسهل على المستخدمين الوصول إلى هذه الميزات دون الحاجة إلى تحميل تطبيقات إضافية.
تثير سياسة Sherlocking تساؤلات حول أخلاقيات إستخدام بيانات المستخدمين لتحديد الميزات التي يجب دمجها. كما تثير مخاوف قانونية تتعلق بمكافحة الاحتكار، حيث يُتهم Apple باستغلال موقعها المهيمن في السوق لإقصاء المنافسين.
من الضروري أن تجد أبل توازنًا بين الابتكار والمنافسة العادلة. يمكنها تحقيق ذلك من خلال إشراك مطوري الطرف الثالث في عملية تطوير الميزات الجديدة، وتعويضهم بشكل عادل عن إسهاماتهم. كما ينبغي على أبل أن تلتزم بأخلاقيات العمل وأن تحترم حقوق الملكية الفكرية للمطورين.