يشهد العالم زيادة ملحوظة في حالات الاحتيال عبر أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين. ووفقًا لتقرير صدر يوم الثلاثاء عن لجنة التجارة الفيدرالية، تبين أن قيمة الأموال التي تم فقدانها بسبب هذه الاحتيالات ارتفعت بشكل كبير، حيث زادت بمقدار 10 أضعاف تقريبًا من العام 2020 إلى العام 2023، إذ ارتفعت من 12 مليون دولار إلى 114 مليون دولار. وخلال النصف الأول من العام 2024 فقط، خسر المستهلكون 65 مليون دولار بسبب هذه الحيلة.
على مر السنين، تطورت أساليب الاحتيال لتأخذ أشكالًا مختلفة ولكنها تستند في جوهرها إلى نفس الفكرة، وهي خداع الضحايا لدفع الأموال للمحتالين. شهدنا في السابق حالات قام فيها المحتالون بخداع الأشخاص لإرسال تحويلات بنكية، أو شراء بطاقات هدايا، أو حتى تسليم كميات كبيرة من النقود في صندوق أحذية. وتعد هذه الاحتيالات عبر أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين نسخة من تلك العمليات الاحتيالية.
أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين هي آلات فعلية يمكن إستخدامها لشراء أو بيع العملات الرقمية في أماكن مثل محطات الوقود والمتاجر. لتنفيذ مخططاتهم، يتواصل المحتالون مع الضحية عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو بإستخدام أساليب أخرى على الإنترنت. بعد ذلك، يتظاهرون بأنهم ممثلون عن بنك أو مسؤولون حكوميون ويحاولون إقناع الضحية بأن حسابهم البنكي قد تم إختراقه وأنه يجب عليهم إتخاذ إجراء.
ثم يقوم المحتالون بتوجيه ضحاياهم لسحب مبلغ كبير من النقود وإيداعه في ماكينة صرف آلي لعملة البيتكوين، والتي تقول لجنة التجارة الفيدرالية إن المحتالين يطلقون عليها ” خزائن الأمان ” لإبقاء أموالهم آمنة. بمجرد الوصول إلى ماكينة صرف آلي لعملة البيتكوين، يرسل المحتالون إلى ضحاياهم رمز الاستجابة السريعة ( QR Code ) لمسحه ضوئيًا في الماكينة، والتي ستضع كل أموال الضحية في محفظة العملة المشفرة الخاصة بالمحتال.
هذا العام، أبلغ الضحايا عن خسارة ما متوسطه 10 آلاف دولار بسبب عمليات الاحتيال في أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين. حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من هذا المخطط في العام 2021، ومنذ ذلك الحين، سنت فيرمونت ومينيسوتا قوانين تضع حدودًا للمعاملات اليومية على أكشاك العملات المشفرة. كما هو الحال مع عمليات الاحتيال الأخرى، من المهم دائمًا التحقق من أن البريد الإلكتروني أو المكالمة الهاتفية التي تتلقاها من شركة أو مؤسسة مالية شرعية، ويجب ألا تسحب الأموال أبدًا بناءً على تعليمات من تفاعل عشوائي.
هناك أيضًا عمليات إحتيال أخرى متعلقة بالعملات المشفرة في إزدياد، مثل تلك التي تستند على التزييف العميق في اليوتيوب، وإنتحال صفة صحفيين لإستنزاف محافظ الضحايا الرقمية، وعمليات إحتيال أخرى أدت واحدة منها إلى اعتقال الرئيس التنفيذي السابق لبنك، والذي سرق ملايين الدولارات للاستثمار في مخطط مزيف للعملات المشفرة.