في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة مايكروسوفت عن إغلاق جميع متاجرها في الصين، معلنة بذلك تحولًا استراتيجيًا في نموذج مبيعاتها بالسوق الصيني. وبدلًا من المتاجر التقليدية، ستعتمد الشركة على شبكة واسعة من الشركاء وقنوات البيع الإلكترونية، بما في ذلك موقعها الرسمي، لتوزيع منتجاتها في ثاني أكبر إقتصاد في العالم. يأتي هذا القرار في إطار سعي مايكروسوفت لتعزيز المبيعات الرقمية وتقديم خدمة أفضل للسوق الصيني، حيث يزداد الإقبال على التسوق عبر الإنترنت.
يرى خبراء الصناعة أن هذا القرار لم يكن مفاجئًا تمامًا، حيث يعزى جزئيًا إلى تراجع الاهتمام بمنتجات Surface وعدم تحقيق الأرباح المتوقعة من المتاجر التقليدية. وتشير بعض التقارير إلى أن مبيعات الحواسيب المحمولة من طراز Surface لم تحقق النجاح المأمول في الصين، مما دفع الشركة إلى إعادة النظر في إستراتيجيتها. على الرغم من إغلاق المتاجر، أكدت مايكروسوفت أن منتجاتها ستظل متاحة للمستهلكين الصينيين من خلال مجموعة متنوعة من القنوات، بما في ذلك شركاء البيع بالتجزئة والموقع الرسمي للشركة ومنصات التجارة الإلكترونية الشهيرة مثل Taobao و JD.com.
يأتي هذا القرار في سياق إستراتيجية أوسع بدأتها شركة مايكروسوفت منذ يونيو 2020 لتقليص وجودها في مجال البيع بالتجزئة على مستوى العالم. وقد قامت الشركة بإغلاق العديد من متاجرها حول العالم، مع الإحتفاظ بعدد محدود من المتاجر الرئيسية في مدن مختارة مثل لندن ونيويورك وسيدني، بالإضافة إلى مقرها الرئيسي في ريدموند. وفي سياق متصل، قامت مايكروسوفت بنقل بعض موظفيها خارج الصين، حيث عرضت على ما يصل إلى 800 موظف فرصة الانتقال إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا. ومع ذلك، أكدت الشركة أن هذا الإنتقال إختياري ولا يؤثر على عملياتها الشاملة في الصين.
على الرغم من أهمية السوق الصيني، إلا أن إيرادات مايكروسوفت من الصين تمثل نسبة صغيرة نسبيًا من إجمالي عائداتها العالمية. ووفقًا لتصريحات براد سميث، نائب رئيس مايكروسوفت، أمام الكونجرس الأمريكي في يونيو الماضي، فإن إيرادات الشركة من الصين تمثل حوالي 1.5% فقط من إجمالي عائداتها العالمية. ومع ذلك، تظل الصين سوقًا هامة للشركة، حيث تسعى مايكروسوفت إلى تعزيز وجودها الرقمي وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة للمستهلكين الصينيين. ويعتبر هذا التحول الاستراتيجي نحو البيع الرقمي خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث تسعى مايكروسوفت إلى التكيف مع متطلبات السوق المتغيرة وتلبية إحتياجات المستهلكين في العصر الرقمي.