أحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي ChatGPT من شركة OpenAI ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما دفع عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابيت إلى إستثمار مليارات الدولارات في الشركات الناشئة مثل OpenAI وAnthropic، فعلى سبيل المثال، إشترت شركة مايكروسوفت حصة 49% في شركة OpenAI مقابل 13 مليار دولار، في حين ضخت كل من أمازون وألفابيت 4 مليارات دولار و2 مليارات دولار على التوالي في شركة Anthropic.
وفي خضم سباق الذكاء الاصطناعي هذا، قررت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) أن تتدخل الآن لأنها تشعر بالقلق إزاء الممارسات المحتملة المناهضة للمنافسة، فهي تعتقد أن هذه الاستثمارات الضخمة ستتيح لهذه الشركات التقنية الكبرى الهيمنة على هذا القطاع الوليد حديثًا، مما يؤدي إلى خنق الابتكار وإلحاق الضرر بالمنافسين الصغار.
وكإصرار منها على تسليط الضوء على هذه المسألة، أطلقت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) تحقيقًا تُطالب فيها الشركات التقنية الكبرى مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابيت بتقديم معلومات مفصلة إضافية حول إستثماراتها في الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الإصطناعي، فاللجنة الأمريكية تريد فهم طبيعة تلك الإستثمارات، وما إذا كانت تخول لها صناع القرار في تلك الشركاء الناشئة، فضلاً عن معلومات وتفاصيل أخرى.

الولايات المتحدة الأمريكية ليست الوحيدة التي تراقب تحركات الشركات التقنية الكبرى في مجال الذكاء الإصطناعي، فقد قامت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة أيضًا بالتدقيق في الإستثمارات التي ضختها شركة مايكروسوفت في شركة OpenAI بحثًا عن أي إنتهاكات محتملة لقوانين مكافحة الإحتكار.
ومع ذلك، فقد دافعت كل من مايكروسوفت وأمازون وألفابت عن إستثماراتها، بحجة أنها تشجع الابتكار والمنافسة. وأكدت مايكروسوفت على ” شراكتها ” مع شركة OpenAI، مشيرة إلى أنها تعزز إستقلالية كلا الشركتين. وانتقدت جوجل أولئك الذين يفتقرون إلى ” الانفتاح ” وزعمت أن الولايات المتحدة تدين بقيادتها في مجال الذكاء الاصطناعي إلى التعاون المشترك بين الشركات التقنية الكبرى والشركات الناشئة.
ولا تزال نتيجة التحقيق غير مؤكدة. بينما يدافع عمالقة التكنولوجيا عن أفعالهم، يلقي التحقيق الذي تجريه لجنة التجارة الفيدرالية الآن بظلاله على شراكاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. مع تقدم مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي للأمام، ربما تكون المعركة بين المنافسة والهيمنة قد بدأت للتو.