في تطور قد يُنذر بتحول جذري في سوق العمل، كشفت شركة شياومي ( Xiaomi ) الصينية عن مصنعها الذكي الجديد، الذي يمتاز بقدرته على إنتاج 10 ملايين هاتف ذكي سنويًا، ليس هذا فحسب، بل يتمتع المصنع بقدرات ذاتية في تحديد وتصحيح أخطاء الإنتاج، وتحسين العمليات بشكل مستمر.
يقع هذا الصرح التكنولوجي في منطقة تشانغ بينغ بالعاصمة بكين، ويمتد على مساحة 80 ألف متر مربع، ويأتي كخليفة لمصنع تجريبي سابق للشركة، تمكن من إنتاج مليون هاتف سنوياً، وكان مسؤولاً عن إنتاج الهاتف Xiaomi Mix Fold.
لطالما مثلت الروبوتات بديلاً أرخص وأكثر كفاءة للعمالة البشرية، وقد تجلى ذلك بوضوح في العام 2016 عندما إستغنت شركة فوكسكون ( Foxconn ) عن 60% من قوتها العاملة وإستبدلتهم بآلات تعمل بلا كلل أو ملل. لكن مصنع شياومي الجديد يرتقي بالأتمتة إلى مستوى أعلى، حيث يستبدل الروبوتات بالمهندسين والفنيين المسؤولين عن صيانة الإنتاج وتحسينه.
وصف الرئيس التنفيذي لشركة شياومي، السيد Lei Jun المنشأة الجديدة بأنها مصنع ضخم آلي بالكامل، يضم 11 خط إنتاج قادر على تصنيع هواتف الشركة الرائدة القادمة مثل Xiaomi MIX Fold 4 و Xiaomi MIX Flip بوتيرة سريعة وثابتة. يعمل المصنع على مدار الساعة دون الحاجة إلى تدخل بشري في خطوط الإنتاج، بإستثناء عدد قليل من الأشخاص في ” غرفة العمليات ” الذين يشرفون على منصة شاومي الهجينة للتصنيع الذكي.
لم تعد الروبوتات حكراً على المصانع، فقد بدأت أمازون في نشرها بكثافة في مراكز التوزيع والمخازن، حيث تضاعف عددها من 350 ألف روبوت في العام 2021 إلى أكثر من 750 ألف روبوت بحلول شهر يونيو من العام 2023.
يثير هذا التوجه المتسارع نحو الأتمتة تساؤلات جدية حول مستقبل الوظائف، فهل ستصبح الروبوتات بديلاً كاملاً للبشر في مختلف المجالات؟ وهل ستؤدي هذه الثورة الصناعية الجديدة إلى تفاقم البطالة وتعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟