في عالم التكنولوجيا المتسارع، أصبحت مسألة دمج الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة موضع نقاش وجدل. شركة لاتيس ( Lattice )، المتخصصة في برامج إدارة الموارد البشرية، أثارت جدلاً واسعاً بإعلانها عن خطوة غير مسبوقة بمنح “الموظفين الرقميين” ( البوتات العاملة بالذكاء الاصطناعي ) سجلات توظيف رسمية.
أثار إعلان سارة فرانكلين، الرئيسة التنفيذية لشركة لاتيس ( Lattice )، في التاسع من يوليو صدمة في مجتمع الموارد البشرية. فقد أعلنت أن شركتها ستكون الأولى في منح الموظفين الرقميين سجلات رسمية في نظام لاتيس، تتضمن عمليات التأهيل وتحديد الأهداف وتقييم الأداء، تماماً كما هو الحال مع الموظفين البشريين.
قوبل إعلان لاتيس بانتقادات واسعة من قبل خبراء الموارد البشرية. عبرت هبة يوسف، الرئيسة التنفيذية لشركة ” Workweek “، عن تساؤلاتها حول دوافع لاتيس وراء هذه الخطوة، بينما رأت أماندا هالي، الخبيرة في مجال الموارد البشرية، أن الشركة قد تسرعت في إتخاذ هذا القرار.

في مواجهة ردود الفعل السلبية، تراجعت لاتيس عن قرارها في الثاني عشر من يوليو، وأعلنت أنها لن تمضي قدماً في مسألة الموظفين الرقميين في منتجاتها. وقد بررت سارة فرانكلين هذا التراجع بأنها لا تدعو إلى تجسيد الذكاء الاصطناعي كموظفين.
هناك العديد من الشركات التي تستكشف فكرة الموظفين الرقميين، وقد أشار منشور سارة فرانكلين إلى مهندس البرمجيات Devin في شركة Cognition AI، ومندوب المبيعات Piper AI في شركة Qualified. يبدو أن Lattice كانت تحاول الرد على هذا النوع من روبوتات الذكاء الاصطناعي، لكن محاولتها أتت بنتائج عكسية، خاصة بين الأشخاص الذين قد يهتمون بها أكثر من غيرهم.
أبرزت هذه الحادثة أهمية الأخذ بعين الاعتبار الآثار الاجتماعية والأخلاقية لتكامل الذكاء الاصطناعي في سوق العمل. ففي حين يرى البعض أن دمج الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة أمر حتمي، يشدد آخرون على ضرورة التروي وضمان أن يتم هذا الدمج بطريقة مسؤولة وشفافة تراعي حقوق العمال البشريين وتحافظ على مكانتهم في سوق العمل.