أظهر استطلاع حديث شمل باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي انقسامًا واضحًا حول مستقبل البشرية في ظل تطور هذه التكنولوجيا. فبينما يرى أغلبية الباحثين أن الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته إمكانات إيجابية هائلة تفوق سلبياته، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا من أن هذا التطور قد يؤدي إلى نتائج كارثية، تصل إلى حد انقراض الجنس البشري.
رومان يامبولسكي، أحد الباحثين البارزين في هذا المجال، يقف في صف المتشائمين. فهو يرى أن احتمالية القضاء على البشرية بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال القرن القادم تقترب من اليقين بحيث صرح بالقول : ” إذا أنشأنا ذكاءً إصطناعيًا فائقًا، فلا أرى أن ذلك سيكون جيدًا للبشرية على المدى الطويل. الطريقة الوحيدة للفوز هي عدم الدخول في هذه اللعبة من الأساس “. ويستند في ذلك إلى الأخطاء التي تسببت فيها نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، والتي يعتبرها مؤشرًا لما يمكن أن يحدث في المستقبل مع تطور هذه النماذج وزيادة قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة بحيث صرح بالقول : ” هذه النماذج إرتكبت أخطاء كما تم إختراقها. لا يوجد نموذج لغوي كبير لم يتمكن أحد من جعله يقوم بشيء لم يكن مبرمجًا عليه “.
لكن يامبولسكي ليس وحيدًا في مخاوفه. فالعديد من الخبراء البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل يان ليكون وديميس هاسابيس وإريك شميدت، أعربوا عن قلقهم من أن هذه التكنولوجيا قد تشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية.
ومع ذلك، لا يزال هناك تفاؤل حذر بين بعض الباحثين. فهم يرون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة دافعة للخير، إذا تم استخدامه بحكمة وتحت رقابة صارمة.
في النهاية، يبقى مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي غير مؤكد. فهل سيكون هذا التطور نقمة أم نعمة؟ هذا السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، والذي يتطلب منا جميعًا التفكير بجدية في كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا الجديدة، وكيفية ضمان استخدامها لخدمة البشرية جمعاء، وليس لتدميرها.