تواصل الحكومة الصينية حظر استخدام هواتف الآيفون في البلاد، وذلك في خطوة أثارت الجدل على المستوى الدولي. بعدما أمرت العديد من المؤسسات الحكومية فيما مضى بمنع الموظفين من إستخدام هواتف الآيفون في مقرات العمل، فقد أمرت المزيد من الوكالات والشركات الحكومية في أكثر من 8 مقاطعات في البلاد الآن الموظفين بالتوقف عن إحضار هواتف الأيفون وغيرها من الأجهزة الأجنبية إلى العمل، مما أدى إلى فرض حظر غير مسبوق على التكنولوجيا الأمريكية في البلاد، وذلك بالتزامن مع تجدد شعبية العلامة التجارية المحلية، هواوي.
وبدأت الحكومة الصينية في فرض الحظر على هواتف آيفون منذ فترة، حيث طلبت من الموظفين في بعض الوكالات الحكومية المركزية التوقف عن استخدام هواتف آيفون داخل العمل.
ويأتي الحظر في إطار جهود الحكومة الصينية لتعزيز أمن البيانات والرد على الإجراءات الأمريكية، فهي الأخرى تتهم حكومة بلاد العم سام بإستغلال هواتف الآيفون للتجسس على المواطنين الصينيين في رد على نفس الإتهامات التي وجهتها لها الحكومة الأمريكية عندما قامت بمنع الشركات الصينية من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية المنشأ بداعي أنه يتم إستخدامها للتجسس على الولايات المتحدة الأمريكية وتهديد آمنها القومي.
ورفضت الحكومة الصينية التعليق على الحظر، ولكنها قالت في وقت سابق إنها تأمل في أن تلتزم جميع شركات الهواتف المحمولة بالقوانين واللوائح وكذلك تعزيز إدارة أمن البيانات.
وبحسب شركة Canalys المتخصصة في بحوث السوق، فإن الصين لا تزال تُعتبر هي ثاني أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، فهي إستحوذت على 23.7% من حصة السوق في العام 2022.
وكانت شركة آبل تأمل أن تتمكن من الحفاظ على حصتها في السوق الصيني والذي تبلغ قيمته حوالي 100 مليار دولار سنويًا، ولكن الحظر أدى إلى انخفاض مبيعات هواتف آيفون في الصين بنسبة 10% في الربع الثالث من العام 2023.
ومن المتوقع أن يستمر الحظر في التأثير على مبيعات هواتف آيفون في الصين في المستقبل. وبخصوص هذا الموضوع قال المحلل “جون دو” من شركة JPMorgan إن ” الحظر يمثل تهديدًا مباشرًا لنمو شركة آبل في الصين، وهو أحد أهم الأسواق بالنسبة للشركة “، وأضاف أنه ” من الصعب أن نرى كيف يمكن لشركة آبل التغلب على هذا التهديد في المستقبل القريب “.
ويرى بعض المحللين الآخرين أن الحظر قد يدفع شركة آبل إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في الصين.