تواجه شركة أبل اتهامات بمعاداة السامية بعد أن كشفت تقارير أن نظام التشغيل على هواتف آيفون يعرض العلم الفلسطيني عندما يكتب المستخدمون كلمة ” القدس ” في الرسائل النصية على سبيل المثال مشيرين في نفس الوقت إلى أنه لا يتم عرض أي علم آخر عند كتابة أسماء مدن أخرى مثل ” لندن ” أو ” باريس “. إعتبر بعض المستخدمين هذا التصرف من قبل أبل بمثابة دعم للقضية الفلسطينية ومعاداة للسامية.
دعت العديد من المنظمات اليهودية أبل إلى إزالة العلم الفلسطيني من النظام. إعتبرت بعض الشخصيات العامة، مثل المذيعة التلفزيونية الصهيونية البريطانية البارزة راشيل رايلي أن عرض العلم الفلسطيني هو ” تحيز صريح ضد إسرائيل “. دافع بعض المستخدمين عن تصرف أبل، معتبرين أن العلم الفلسطيني هو رمز للشعب الفلسطيني وليس رمزًا معاديًا للسامية.
أوضح بعض المستخدمين أن هذا التغيير بدأ يظهر لديهم بعد التحديث إلى iOS 17.4.1 في بريطانيا، وأنهم يرون الآن رمز تعبيري للعلم الفلسطيني عندما يكتبون كلمة ” القدس “. ونتج هذا التغيير عن ميزة تُطلق عليها شركة أبل إسم الرموز التعبيرية التنبؤية، والتي تقترح الرموز التعبيرية بناءً على الكلمات المكتوبة.
ووفقًا لشركة Apple، فقد كان هذا التغيير غير مقصود، وقد نتج ببساطة عن التحديث. وقالت عملاقة التكنولوجيا الأمريكية لشبكة BBC News إنها ستصحح المشكلة في تحديث مستقبلي. وفي وقت إعداد هذا التقرير، لا يزال إقتراح الرموز التعبيرية يظهر على لوحات المفاتيح باللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة، على الرغم من أنه لا يحدث عند إستخدام لوحة مفاتيح أمريكية.
كان أنصار إسرائيل على الإنترنت غاضبين من هذا التغيير، وقد نشرت راشيل رايلي، مذيعة تلفزيون بريطانية مؤيدة لإسرائيل علنًا، على موقع X أن التحديث كان ” شكلاً من أشكال معاداة السامية، وهو في حد ذاته شكل من أشكال العنصرية ضد الشعب اليهودي “، ولكن في نفس الوقت دافع الكثير من المستخدمين عن تصرف أبل، معتبرين أن العلم الفلسطيني هو رمز للشعب الفلسطيني وليس رمزًا معاديًا للسامية.
لم تعلق أبل رسميًا على هذه الاتهامات حتى الآن. من المرجح أن تُصدر الشركة بيانًا توضيحيًا في الأيام القليلة المقبلة لأنه من الممكن أن تؤدي هذه الاتهامات إلى مقاطعة بعض المستخدمين الذين يدعمون إسرائيل لمنتجات أبل. وعلاوة على ذلك، ستواجه الشركة أيضًا ضغوطًا من الحكومات والمستثمرين لإزالة العلم الفلسطيني من النظام.
تعتبر مدينة القدس رمزًا دينيًا وتاريخيًا هامًا لكل من اليهود والفلسطينيين. يثبت الفلسطينيون القدس كعاصمة لدولتهم، بينما يرغب الإسرائيليون في تحويل القدس إلى عاصمة لدولة إسرائيل. يُعدّ هذا الجدل أحد أكثر القضايا تعقيدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.