في تغيير مفاجئ للمسار، أعلنت شركة جوجل يوم الاثنين أنها لن تمضي قدمًا في خطتها لإلغاء ملفات تعريف الارتباط ( Cookies ) التابعة لجهات خارجية في المتصفح Google Chrome. بدلاً من ذلك، ستعمل على تطوير تجربة جديدة للمستخدم تسمح له بالتحكم بشكل أكبر في بياناته وتفضيلاته أثناء التصفح. وقد عللت الشركة هذا التغيير بتأثيره المحتمل على المعلنين والناشرين عبر الإنترنت.
أوضح أنتوني تشافيز، نائب رئيس مبادرة Privacy Sandbox في غوغل، في منشور على مدونة الشركة أنهم يسعون إلى تعزيز خيارات المستخدم. وأشار إلى أن الشركة ستوفر للمستخدمين القدرة على تحديد تفضيلات الخصوصية الخاصة بهم والتي تنطبق على جميع مواقع الويب التي يزورونها، مع إمكانية تعديل تلك الخيارات في أي وقت.
يمثل هذا الإعلان تحولًا كبيرًا في استراتيجية غوغل، التي خططت في السابق لإلغاء ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية بحلول أوائل عام 2025. وقد كان هذا التوجه مصدر قلق للعديد من المعلنين والناشرين الذين يعتمدون على هذه الملفات لتوجيه الإعلانات وقياس أدائها.

تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التأجيلات والعقبات التنظيمية التي واجهتها غوغل في خطتها لإلغاء ملفات تعريف الارتباط. وقد كان من المقرر في البداية إتمام هذه الخطوة بحلول نهاية عام 2022، لكن تم تأجيلها عدة مرات بسبب التحديات الفنية وردود الفعل المتنوعة من الأطراف المعنية، بما في ذلك المعلنين والناشرين والهيئات التنظيمية مثل هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة (CMA).
تركز غوغل الآن على تمكين المستخدمين من التحكم في بياناتهم بشكل أكبر، من خلال توفير مزيد من خيارات الخصوصية، مثل حماية عنوان IP في وضع التصفح المتخفي في كروم، والتحسينات المستمرة في واجهات برمجة تطبيقات Privacy Sandbox.
في أعقاب إعلان جوجل، أعربت هيئة أسواق المال والهيئات التنظيمية الأخرى عن مخاوفها بشأن Privacy Sandbox من شركة جوجل، خوفًا من أنها قد تحد من المنافسة وتمنح عملاقة البحث الأمريكية ميزة غير عادلة في سوق الإعلانات الرقمية. وقد أدت هذه المخاوف إلى تمديد فترات المراجعة والتدقيق الإضافي، مما أدى إلى تعقيد الجدول الزمني لشركة جوجل للتخلص التدريجي من ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية. وبعد وقت قصير من صدور إعلان جوجل يوم أمس الاثنين، قالت هيئة أسواق المال إنها ” تدرس تأثير ” تغيير اتجاه جوجل على السوق.