إقترحت السلطات المختصة بالإنترنت في الصين قوانين صارمة لتنظيم الصور التي يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي، تتطلب أن تكون هذه الصور مرفقة بعلامات واضحة وأن تحتوي على بيانات وصفية مدمجة.
كشفت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين عن خطتها المبدئية خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي توصي بأن يكون كل المحتوى الذي يتم إنشاؤه بإستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الصور والفيديوهات والأصوات، مصحوبًا بعلامات واضحة، بل وحتى متعددة.
على سبيل المثال، يجب أن تحتوي مقاطع الفيديو التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على إشعارات تظهر في بداية الفيديو ونهايته، وكذلك في أوقات ” مناسبة ” أثناء تشغيله.
إذا تم تبني هذه القواعد، فستكون ملزمة على الشركات التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، والمؤسسات التعليمية والعلمية، والمؤسسات الثقافية، وحتى المستخدمين العاديين للإنترنت. وسيتوجب على مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التعريف بهويتهم، وسيتم الاحتفاظ بسجل لإستخدامهم لمدة ستة أشهر.
إلى جانب العلامات المرئية ( مثل العلامات المائية )، سيتعين على الشركات والأفراد تضمين بيانات وصفية في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. وإذا غابت هذه البيانات عن أي ملف، سيكون على الشركات التقنية تحليل المحتوى، وإذا إشتبهت في أنه تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، فستكون مجبرة على تصنيفه على هذا الأساس.
الأشخاص أو الشركات الذين لا يلتزمون بهذه القواعد قد يواجهون عقوبات.
وتشير صحيفة ” ذا ريجستر ” إلى أن هذه القواعد لا تزال في مرحلة المسودة، وأن المشاورات العامة ستستمر حتى أكتوبر. لكن لا يُعرف عن المنظمين الصينيين إجراء تغييرات كبيرة بمجرد نشر مثل هذه القوانين. وتقول الصحيفة المذكورة آنفًا إن هذه هي القوانين التي ترغب بكين في تطبيقها على الذكاء الاصطناعي.
وقال ” تشانغ لينغهان “، أستاذ في جامعة الصين للعلوم السياسية والقانون، في حديثه لصحيفة ” People’s Daily “، وهي الصحيفة الرسمية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن ” نظام التمييز سيُسهم في تعزيز قدرات الحوكمة للمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتقليل إنتاج المعلومات المضللة، ومنع تلوث مجموعات بيانات التدريب المستقبلية، وتعزيز بيئة صحية للمعلومات عبر الإنترنت “.
وفي تصريح لصحيفة ” ساوث مورنينغ تشاينا بوست “، قال محام متخصص في الملكية الفكرية في بكين : ” تمثل هذه المبادرة مرحلة جديدة من التنظيم الصارم والمعايير العالية للامتثال في قطاع خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين “.
تنظيم الذكاء الاصطناعي هو موضوع ساخن في جميع أنحاء العالم في العام 2024؛ حيث دعمت شركات مثل ” أدوبي ” و” أوبن إيه آي ” و ” مايكروسوفت ” مشروع قانون في ولاية كاليفورنيا يفرض على شركات التقنية وضع علامات واضحة على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. وفي الأسبوع الماضي، وقّعت عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على ” أول معاهدة دولية ملزمة قانونيًا ” تهدف إلى ضمان أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي ” متوافقة تمامًا مع حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون “.
الملخص
أعلنت السلطات الصينية عن مسودة قوانين جديدة لتنظيم المحتوى المُولد بإستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تفرض وضع علامات واضحة وبيانات وصفية مدمجة لتحديد هذا المحتوى. هذه القوانين، التي قد تُطبق على نطاق واسع في العديد من القطاعات، تهدف إلى تعزيز حوكمة المحتوى المُولد بالذكاء الإصطناعي، والحد من المعلومات المضللة، وضمان بيئة معلوماتية رقمية صحية. ورغم أن هذه القوانين لا تزال قيد المراجعة، إلا أنها تمثل مرحلة جديدة من التنظيم الصارم في مجال الذكاء الاصطناعي.